إلى
روح يحيي الطاهر عبد الله.
حكايات
لأمير، لم يأت بعد
الحمد
لله الذي أنعم عليّ بالرضا والخيال
والصلاة
علي نبيه يونس الذي رفض القدر مرتين فأنتصر القدر في الثالثة، و ألقاه في جوف حوت،
فلم يزده الظلام إلا إيمانا.
يقولون
يا أميري، أن المرء يستطيع أن يصنع جنته علي الأرض، وتحكي الأسطورة عن رجل رأي
الزمان و رأه، وخبر الحياة و خبرته، وكيف أنه صنع آلة صغيرة يقيس بها سعادة
الانسان وبهجته، و صنع ترقيما من الواحد إلي المئة، وبعدما أتم صنع آلته العجيبة، سار
بها بين الأنام يختبرها و يسجل نتائجها فى اوراق ملونة، الأبيض للدرجات من صفر إلى
عشرين، و الأصفر للدرجات من عشرين إلي أربعين و هكذا تدرجت الألوان من الأبيض إلي
الأصفر والبرتقالي و الأحمر الفاتح ثم الداكن القرمزي.
كانت – يا أميري – الورقات الداكنة قليلة جدا، قليلون هما السعداء للنهاية، و كان
كل شخص مر به بطل حكايتنا يروي له عن مرة أو مرتين – علي الأقل
- من السعادة المطلقة، مرة أو مرتين، كان
مؤشر الآلة العجيبة يصل فيها لنهاية الترقيم، و يصدر صوت ضحكة لا كدر يشوب صفاءها.
ولما أتم بطل الحكاية رحلته في شرق الأرض وغربها، عاد إلي بيته المتواضع، واراح
قلبه و بدنه.
مر
يوم و مثله خمسة قبل أن يفكر بطلنا – يا أميري - فى الجنة، "كم سيسعد قلب العبد في الجنة
؟" قلّب الرجل المسألة بين يديه، نظر إلى السماء، و قلّب فى ما أرسلته من
كتب، و بعدها بيقين مؤمن، كتب فوق ورقة سوداء وضعها فوق الأوراق التي جمعها "السعادة و الكآبة فى القلب..والجنة على
الأرض، و الرضا مفتاح"
فى
هذا النهار – يا أميري – مضي بطل حكايتنا مستمعا
إلي إشارات القدر و راضيا بحكمته